Sunday, February 8, 2009

المدينه تحترق



الدار يا أماه طفل يحترق

هذي ذئاب النار بالأحزان تسرع

خلف حلم يختنق

شرفات منزلنا الصغير

على نحيبك لم تزل

تنشق حزنا .. وألم

والدار يعصرها اللهيب

وصارت الأنفاس فيها كالعدم

* * * * *
النار تسري في مدينتنا وليس لنا مجير

أكلت .. حدائقنا .. مزارعنا

وعصفوري الصغير

أكلت .. جوانحنا .. مدامعنا

وأحرقت الغدير

النار يا أماه أحرقت الغدير

* * * * *
النار يا أمي تحوم على مشارف بيتنا

وأنا أموت على مكاني
.
كل شيء صار نارا حولنا

أترى سنتركها

لتأكل بسمة الأيام والأمل الوليد ؟؟

النار تنهش في الدماء .. وفي النساء .. وفي الحديد

النار تسكر في الزحام

على بقايا .. من شهيد

* * * * *
النار يا أمي على الباب الكبير

والناس تصرخ ، والكبير يدوس على أشلاء الصغير

والمسجد الخالي يذوب مع المآذن يحترق

وعليه صورة طفلة

ركعت على أنفاسها
...
!!! من ذا يصدق أنها ذهبت هناك لتختنق

صلواتها تبكي ، يتوه نحيبها بين الحريق

والمنبر المسكين في وسط الحريق

كأنه طفل غريق

* * * * *
الناس تلقي نفسها بين اللهب

وصراخ أطفال وحزن أرامل

والكل يسأل .. ما السبب ؟؟

النار منا تقترب

النار يا أمي تدمر دارنا

هذي دماء الدار تسقط

من ثنايا .. ثغرها

أكلت عيون الدار

ألقت في اللهيب بسحرها

ذبحت شجيرتنا التي

عشت الحياة بعطرها

* * * * *
الدار يا أماه طفل يحترق

صدري من الدخان

يصرخ .. كاد صدري يختنق

أماه

النار مني تقترب

أماه إني أختنق

أماه

أماه

------

الشاعر المبدع : فاروق جويده

25 comments:

romansy said...

احسسنتى واحسن شاعرك

النارتحرق كل ما كانا
تحرق القلوب على شهدائنا
على حالنا
على اطفالنا

blue-wave said...

اجدتى تماما فى انتقاء تلك الأبيات الجميله لعبقرى الشعر فى هذا الزمان
تحياتى

Unknown said...

بجد مش بعرف اعلق علي كلام فاروق
مبدع كعادته

حسن حنفى said...

اعتقد انه عرف يصور الااام اللي عاشها الاطفال في غزة بصوره كبيره

دمتي بخير

goodman said...

اختيارك جميل يا وفاء
جويده عم الكل

Anonymous said...

ما ادرى شو بدى قول

wafaa said...

romancy

نار القصيدة احرقت قلبى على ما يراه اطفال غزة ونحن الكبار لا نستطيع سماع قصص حياتهم الدامية

wafaa said...

blue wave

شكرا دكتر
رأيك ورأى باقى الاصدقاء يدعمنى كثيرا
فهذه القصيدة نشرتها ردا على من قال " فاروق جويدة كلامه خفيف ومش بيأثر فى اى حد "

wafaa said...

esraa

مجرد وجودك اسراء يساند رأيى فى فاوق جويدة
شكرا

wafaa said...

حسن حنفى

فعلا فقد آلمتنى القصيدة كثيرا لانها على لسان طفل

wafaa said...

goodman

شكرا يا مان
نورتنى

wafaa said...

حازم

قول اللى عايز تقوله
نورتنى
:)

مصطفي احمد said...

كان الله في عون اهل غزه

wafaa said...

مصطفى

اهلا وسهلا بزيارتك الاولى
نورتنى

صوت من مصر said...

جميل جدا بس بصراحه كده الثلج هيسيح من النار صح ؟

الازهرى said...

النار يا أماه أحرقت الغدير

جويدة هو افضل من امسك قلما وعبر عن ما بداخلنا

تحياتى على الاختيار الجميل

همسات دافئه said...

حقا لا أدرى كيف يكتب تلك الكلمات أحد غير تلك الطفلة التى رأت بعينها كل هذا
هو مبدع حقا
عاجبانى اوى كمان الصمت بتاعتك لمستنى جدا
سعيده بمرورى عندك:)
شيماء:)

مهرة سالم said...

أحسنتي الإختيار ...
وأنا ايضا من محبي فاروق جويده..
..
دمتي بخير

wafaa said...

صوت من مصر

بس انت حط ايدى ع التلج وانا اجاوب على طول صح ولا غلط

wafaa said...

الازهرى

فعلا هو من عباقرة الشعر العربى فى نظرى
شكرا لمرورك

wafaa said...

همسات دافئة

شكرا لمرورك ورأيك الجميل
:)

wafaa said...

نهار

شرفتنى زيارتك
:)

صوت من مصر said...

هو ايه حكايه فاروق جويده فى البلد

wafaa said...

صوت من مصر

جويدة ده حالة فريدة من نوعها
بيقول كلام نفسنا نقوله لانه عاش وحس احساسنا بس هو عنده ابداع فى الكلمات
عشان كده ناجح بين افكار الشباب والكبار وهو فعلا جدير بالاحارام والتقدير

مختار العسكرى said...

رائعه
انا بحب الراجل ده وبحترم كتاباته جدا